* عزيزتي الزوجة الكريمة.. يا من أحسنت وداع زوجك في الصباح.. هل تحسنين استقبال زوجك عند عودته من العمل ؟ ظهراً كان أم عصراً أم مساءً ؟
إن الزوجة التي تشيع الود والصداقة والمحبة هي كنز لا يقدر بثمن. لأن آلام اليوم الشاقة وأوجاع المواصلات القاسية ومعاناة التعامل مع الجمهور وقسوة أوامر المدير تحتاج إلى لمسة حب وحنان لتكون بمثابة بلسم شاف له.
كم يكون موفور الحظ ذلك الذي أوتي زوجة تكون شفاء لآلامه وإكسيراً للحياة.
إن العاقلات من النساء يمنحن أزواجهن فرصة التقاط الأنفاس عقب يوم مليء بالأحداث والتعب.
ويقول أخصائي في العلوم الإنسانية: إن الزوج لا يحتاج إلى دقائق فحسب ليرتاح فيها عقب عودته للمنزل. بل يحتاج إلى (90) دقيقة كاملة ليغير ثيابه ويتناول طعامه الذي يحبه ويستلقى على فراشه طلباً للراحة.
إن بعض النساء تنسى أو تتناسى أن زوجها إنسان.. وهذا يعني أنه مكون من لحم وعظم وأعصاب.. وأنه كما يتألم يحتاج إلى أن يهدأ ويطمئن.. وكما يحزن يحتاج أن يفرح.. وكما يتعب يحتاج إلى الراحة.
وإن كان العمل هو مكان الكفاح والصراع والألم والجهد, فإن البيت لا ينبغي أن يكون صورة من العمل. لكن البيت لا بد أن يكون صورة أخرى مغايرة تماماً، فيها الاستجمام والراحة والهدوء. والنظام والسكينة والمودة والرحمة.
إن البيت يجب أن يكون موضع البهجة والسعادة. هذا يحتاج إلى حنكة من المرأة ودراية لتوفر لزوجها أكبر قسط من الراحة ولا تثقل عليه وتسيطر على عواطفها.
وهذا يعني ألا تمطر المرأة زوجها بعشرات الأسئلة المستفزة مثل: لماذا تأخرت ؟ أين كنت ؟ هل زرت أمك كعادتك ؟ هل ذهبت لأختك التي تكرهني ؟ لماذا نسيت أن تشتري ما طلبته منك ؟ إياك أن تعتذر عن حفلة الليلة.. ولكن هل اشتريت الهدية المطلوب تقديمها ؟ ولماذا نسيت ؟ لماذا تريد أن تحرجني دوماً بتصرفاتك غير المسؤولة ؟ متى تتذكر ما أطلبه منك ؟
إن وابل المطر في يوم عاصف يفسد نظافة الثياب وكيها ويبللها.. ووابل الأسئلة السخيفة من قبل الزوجة يفسد على الرجل شهيته للطعام وتطلعه للراحة.
* لذلك عزيزتي الزوجة:
إياك وهذه السخافات ووابل الأسئلة والاتهامات عندما يعود زوجك من العمل. وقد تتعجبين من هذه النصيحة, ولكن حينما تعرفين أن تأخر زوجك – لعذر ما – عن عودته سوف يتكرر بعد ذلك لأن الزوج سيؤثر البعد عن بيته رحمة بأعصابه من الإرهاق وبعقله من الاستفزاز.
وربما تقول الزوجة المستفزة: إن الدافع لهذا السلوك هو حبها لـه وحرصها على أن ينضبط الزوج في مواعيده وأن نيتها حسنة في طلبها وسلوكها. ولكن هل النجاح بشكل عام وفي الحياة الزوجية بشكل خاص يقوم على حسن النية فقط ؟ الجواب بالطبع لا.. لأن حسن النية إن لم يصحبه حسن العمل ستكون النتيجة عكسية حتماً.
إن القولون العصبي وقرحة المعدة وارتفاع ضغط الدم والتلبك المعوي يأتي لأولئك الذين لديهم حساسية ودفء مشاعر ويتعاملون مع قوم مستفزين لهم كل يوم!! سواء أكان هؤلاء القوم في البيت أو الشارع أو العمل.
وكثير من المطاعم يأتي رزقها إليها من خلال إقبال بعض الأزواج ليطعموا الطعام في الصباح والظهيرة وفي المساء فراراً من حماقة زوجات لا يحسن طهي الطعام ولا الكلام ولا الحوار ولا السلام.