* هل تعلمين –سيدتي- أن كثيراً من الرجال قد اعتاد التدليل في بيت أمه، فلم يكلف يوماً بحياكة (زرار) لقميصه المقطوع. وربما لم يقم أيضاً بالكي لملابسه بنفسه، ولم يجهز لنفسه الإفطار أو يطهو الغداء أو ينسق مائدة طعام العشاء.
هذا الصنف من الرجال تعود أن يرى أمه خلفه تعلق ثيابه التي يضعها في أي مكان في غرفة نومه، وتساعده في ارتداء ثيابه وتجهز له الساندويتشات ليأخذها إلى المدرسة، وحين يعود ظهراً تستقبله في حفاوة أو تذهب لتحضره بنفسها من المدرسة وتعينه من جديد في خلع ثيابه وارتداء البيجامة. وقد تدللـه وتطعمه وتسقيه ولا تجعله يعاونها في إحضار الطعام أو غسل الأطباق أو نظافة غرفة نومه. ترى ماذا يكون شأن هذا الرجل بعد الزواج ؟
إنه بالفعل لن يطيق زوجته صورة مناقضة لأمه. ولن يقبل أن يكون عوناً لزوجته في كل ما سبق.
فماذا عسى الزوجة أن تصنع ؟
هل تتركه كما هو وتمارس دور الأم ؟
هل تخطئه وتتهمه بالإهمال والدلال الزائد ؟
هل تقسو عليه وتجبره على مساعدتها بالأوامر والجدية والصرامة ؟
إن فعلت الزوجة ذلك كانت بمثابة من تضع الحطب على النار!!
ولكنها إن ابتسمت في وجهه وأمسكت بالمنشفة مثلاً التي وضعها زوجها في مكانها غير الصحيح وقالت له: يا زوجي العزيز هنا توضع المنشفة.. حينئذ سيتقبل الزوج هذه المداعبة بصدر رحب ولن يعترض ومع تكرار الملاحظة والفعل سيتعلم، فالتكرار يعلم الأبرار، وسيعلم الزوج أن لكل شيء – ثوب وكتاب وورقة وقلم – مكاناً صحيحاً توضع فيه. وأنه لكي يجد ما وضعه وما يحتاج إليه عليه أن يجهد نفسه قليلاً – ولا يتحجج بأعذار واهية، وسيضع الكتب والأوراق الهامة على مكتبه أو مكتبته وليس في غرفة الضيوف أو الطعام مثلاً. وسيعلق ثيابه بعد خلعها في المكان المناسب لها، ولن يتركها في أي ركن من أركان أي غرفة.
ولكن يا - سيدتي- عليك واجب أنت الأخرى قبل نومك, ففي المساء على المرأة أن تجهز ثياب زوجها التي سيطلبها في الصباح الباكر قبل الذهاب لعمله فتصلح المقطوع وتغسل القذر من المناديل والجوارب وتقوم بكي قميص مناسب مع (البدلة) التي يحب أن يرتديها. ولا تنتظر المرأة أن يحدث كل هذا في فترة قليلة في الصباح حين يكتشف الزوج عدم ملاءمة لون القميص للبدلة التي سيرتديها ثم يجد أن القميص يحتاج إلى غسل أو كي فتهيج نفسه وتتوتر أعصابه وينطق بالقبيح من القول.
وإذا تعارض أمران معاً إعداد القميص وتجهيز الإفطار فماذا عسى المرأة (الحمقاء أو العاقلة) أن تعمل حيال نفس المهمة أو المشكلة ؟ الحمقاء ستكلف زوجها بإعداد ثيابه وتكتفي هي بإعداد الطعام فتثير أعصاب الزوج وغضبه. بينما المرأة العاقلة ستضع براد الشاي على النار والبيض المسلوق واللبن على النار ثم تطلب من زوجها أن يراقب الموقف ويطفئ النار على أي شيء يتم طهيه، وتقوم هي بإعداد الثياب كما كانت أمه وأخته تفعلان. وهنا سنجد أن هذا الزوج – الكسول سلفاً – سيتقبل الأمر بلا غضاضة وبأقل صورة من صور الغضب.