كيف ترّبين أطفالك بلا صراخ ؟

* يحلو للأطفال أن يزيدوا من (نقّهم) أو شيطنتهم عندما تكون والدتهم منهمكة في القيام بعملها أو أنها في أمس الحاجة إلى عملية شد وجذب معهم. وهناك حالات معينة تفقد فيها الأم أعصابها وتصبح غير قادرة على السيطرة على أفعالها، ما يصيب أطفالها أحياناً بصدمة. لتفادي الوصول إلى هذا الوضع نعرض لك الحلول التي قدمها الخبراء إلى الأمهات اللواتي طلبن المساعدة.
دائماً في عجلة من أمرها:
تعرض إحداهنّ مشكلتها، فتقول: (إنها عندما تكون مستعجلة تُصاب بثورة غضب عارمة، فتصرخ في وجه أولادها عند أدنى خطأ على غضبها هذا ؟).
الجواب: يشير الخبراء إلى أنّ الضغوط تسهم في تحويل المشكلة الصغيرة إلى قضية كبرى. إذ ربما تثور الأم لمجرد أن طفلتها البالغة من العمر 3 أعوام. رفضت ارتداء كنزتها، مع أن هذا التصرف يعد طبيعياً لمن هم في مثل سنها. إذن المسألة تنحصر في ترويض المزاج. تقول نعومي درو، صاحبة كتاب (آباء مسالمون، أطفال مسالمون: أساليب عملية لمنزل هادئ وسعيد)، إنه لا يمكن أن تطلب الأم من ولدها تعلّم ضبط النفس، في الوقت الذي تعجز هي عن فعل ذلك أمامه، وتنصح الأمهات اللواتي يملن إلى الصراخ باتباع استراتيجية الخطوات الثلاث: التوقف، أخذ نفس عميق، وتهدئة الذات. قبل أن تلجئي مثلاً إلى صفع طفلك قولي لنفسك: (توقفي)، ربما يبدو الأمر سخيفاً، إلاَّ أنه ينجح دائماً، فهو بمثابة منبه صغير، بعد ذلك خذي نفساً عميقاً جداً أو أخبري طفلك بأنك غاضبة جداً وتحتاجين إلى أن تهدئي روعك. وتشير (درو) إلى أنه مهما كنت مستعجلة من الضروري جداً أن تتوقفي للحظات لتهدئة أعصابك. يمكنك مثلاً شرب كوب ماء أو الخروج من المنزل والنظر إلى السماء مدة 20 ثانية. وعندما تهدئين عودي إلى الداخل واشرحي لطفلك سبب غضبك، قولي له: (لقد أثرت غضبي لأنك رفضت الاستماع لما أقوله لك، وأنا لم أرد أن أصرخ في وجهك. أعتقد أنه يمكننا التوصل إلى حل أفضل). بعد ذلك قدمي له حلاً منطقياً، كأن تشرحي له أنه في حال لم يرتد كنزته الآن ستتأخران عن موعد قراءة القصص في المكتبة.
تذكري أن طفلك يحتاج إلى وقت لينتقل من فعل إلى آخر. لذلك، احرصي على أن تكون طلباتك قابلة للتنفيذ، ربما تحتاجين إلى تغيير برنامج مواعيدك كي لا تكوني دائماً في عجلة من أمرك. ومن الأساليب الأخرى التي تساعد في القضاء على ثورات الغضب، ينصح (أنتوني وولف)، مؤلف كتاب (سر تربية الأبناء: كيف يمكن تربية أطفال اليوم، من الرضع إلى المراهقين، من دون وعيد أو عقوبات ؟). إنه عندما تتخذين قراراً غير مرغوب فيه ابتعدي فوراً عن الأولاد ولا تردي على محاولات التوسل، التي يقومون بها، لأنها سوف تزيد من توترك وتصيبك بالعصبية. اتركي طفلك يعالج مشكلته وحده، فثمَّة معايير على الأهل أن يضعوها ويتمسكوا بالالتزام بها حتى لو لم تسعد أبناءهم.
يكره الهاتف:
تخبر إحدى الأمهات عن مشكلتها مع طفلها البالغ من العمر 3 أعوام، الذي يمنعها من التحدث في الهاتف. إذ تكثر طلباته في تلك اللحظة بالذات، ويبدأ في البكاء والنقّ. وتسأل لماذا لا يفهم أنها منشغلة ؟
الجواب: يشير الخبراء إلى أنه من الطبيعي أن يصبح الطفل أكثر إلحاحاً، عندما يلاحظ أن والدته تركز اهتمامها على أمر آخر أو تمنح انتباهها شخصاً آخر غيره هو. فالطفل هنا ربما لا يفهم أن والدته ستكون مشغولة عنه للحظات أو بشكل مؤقت لأنها تتحدث مع شخص آخر عبر الهاتف. لذا عندما يقاطعك طفلك أثناء حديثك على الهاتف اعتذري لحظة لمحدثك، بهذه الطريقة تعلمين ابنك كيفية احترام الآخرين، ثم قولي له: (أنا أتحدَّث مع أحداهن على الهاتف. سأنشغل عنك مدة خمس دقائق، وعندما أقفل الخط سنلعب معاً. عانقيه إذا أمكنك وعودي لتكملة حديثك على الهاتف. إذا شعرت بأنه أصبح مستاء جداً، ربما كان من الأفضل لك أن تقفلي الخط، لأن الصريخ والتهديد بالعقاب سوف يزيدان من قلق طفلك، ما يصعب عملية تعاونه معك. لهذا يرى الخبراء أن أفضل استراتيجية لحل هذه المشكلة، تكون من خلال الاستعداد لها. كيف ؟ يمكنك قبل إجراء الحديث الهاتفي أن تجهزي بعض الأشياء التي يمكن أن تسليه وتلهيه مثل ورق الرسم مع أقلام التلوين أو أي لعبة أخرى.. إلخ. يمكن أيضاً أن تضبطي منبهاً ليرن بعد مرور خمس دقائق من الحديث على الهاتف، إذ يستحسن أن تحددي وقتاً معيناً لكل مكالمة هاتفية، لأنك بذلك تستطيعين أن تشرحي لطفلك أنك ستنهين مكالمتك عندما يرن جرس المنبه. ويشدد الخبراء على ضرورة تهنئة الطفل على المجهود الذي بذله ليبقى هادئاً، لأنك بذلك تفوزين بثقته واحترامه.
يتصرفون كالصم:
تلاحظ إحدى الأمهات تعمُّد أبنائها عدم سماعها عندما تكون منهمكة جداً في القيام بالأعمال المنزلية، فتجد نفسها تكرر الطلب ذاته من دون أن تلقى أذناً صاغية ما يثير عصبيتها. وتسأل كيف يمكن أن تلفت انتباههم في هذه الحالة ؟
الجواب: يقول الخبراء إنّ أولئك الأطفال يراهنون على مسألة انهماكك لدرجة لا تعودين قادرة فيها على متابعة طلباتك منهم. فإذا اعتادوا على أن تناديهم خمس مرات للجلوس مثلاً إلى الطاولة، سيعمدون إلى الانتظار حتى تناديهم للمرة السادسة. لهذا السبب ينصح الخبراء بضرورة التصرف فوراً بعد توجيه أول تحذير أو نداء، هذا إذا أردت أن يعرف أطفالك أنك حاسمة في طلبك وغير متساهلة. إذا أصر طفلك مثلاً على ركوب دراجته من دون خوذة الوقاية، خذي منه الدراجة. وفي حال رفضت طفلتك ارتداء بيجامتها، اتركي ما بين يديك من أعمال وخذيها فوراً إلى غرفة النوم. لكن عليك التأكد من عدم إصدار الأوامر المربكة أو غير المحددة كي لا يتحجج طفلك بعدم فهمها. فبدلاً من أن تقولي لابنتك رتبي غرفتك من الأفضل أن تعلميها بضرورة تنظيم كتبها ثم أثني على عملها. يشير الخبراء إلى ضرورة مكافأة الطفل على تصرفه السليم كي لا يظن أنه لا يلفت انتباهك إلا عندما تعاقبينه على ارتكابه خطأ ما.