كيف تكونين أمــــــا فاضلة؟؟؟

كيف تكونين أماً فاضلة ؟
* لكي تكوني أما فاضلة أوصيك باتباع هذه الوصايا العشر:
1- كوني موجودة, فابنك في أشد الحاجة إليك حينما يريد أن يتكلم فإذا لم تكوني موجودة فإنه قد يلجأ إلى غيرك, وليس في الدنيا من يحسن توجيهه بعد الاستماع إليه سواك, فما بالك لو كان غيرك سلبي الاتجاه والنزعة ؟ هنا مكمن الخطر.
2- كوني مرنة, لا تفرضي على ابنك بأن يفكر بطريقتك, استمعي إلى وجهة نظره وأبقي على طرق الاتصال بينكما مفتوحة كي تعرفي دائماً اتجاهات تفكيره، لاحظي أن الصراخ والهياج والتفوه بمعلومات زائفة يقلل من احترامك، فالطفل يريد لأمه وضعاً اجتماعياً يفخر به.
3- كوني متفهمة: قد تعود ابنتك من المدرسة، وتقول لك، إنها تكره معلمة معينة، هل تقطعين عليها الطريق بنصحك لها لأن لا تكره أحداً أم تسألينها عن سبب هذه الكراهية ؟ الإجابة الثانية هي الأفضل لأنها حينئذ ستشرح لك سبب الكراهية فتقول لك – مثلاً – إنها لم تطلب منها الإجابة على سؤال كانت ابنتك متأكدة من صحة إجابتها عليه, وهنا عليك أن تشرحي لابنتك ضرورة اهتمام المعلمة بجميع التلميذات.. والمهم أنه حينما تفسحين لابنتك مجال الشكوى إنما تتيحين لها فرصة التنفيس عن غضبها فينزاح كربها ويعود إليها شعورها وتفرغ عدوانها.
4- أسندي إلى أطفالك واجبات منتظمة: الأطفال مغرمون بالشعور بأنهم جزء من الأسرة، يشتركون في المسؤولية, دعيهم يساعدونك في ترتيب الحجرات أو ترتيب المائدة أو تنسيق الحديقة وغير ذلك من الأعمال الممكنة، هذه الأعمال تجعلهم يشعرون بأنهم ذوو قيمة، إذ تربي فيهم روح المبادرة، وتقوي ثقتهم في أنفسهم.
5- لا تتشاجري أمامهم: هناك أشياء قليلة في حياة الطفل تلقي بظلالها الداكنة على مستقبله, فما من شيء يجعل الطفل بائساً أكثر من أن يشاهد أو يسمع مناقشة حادة بين والديه، فما بالنا لو وصلت المناقشة إلى درجة الشجار ؟ ونادراً ما يخلو بيت من المشاكل, فإذا نشب صدام أو توتر في العلاقات بالبيت فيجب أن لا يشعر به الأطفال, فلا تعرضي مشاكل الكبار على الأطفال, فمشاكل الكبار للكبار وحدهم.
6- كوني ثابتة على مبدأ: لا تتوقعي من طفلك أن يتبع من تلقاء نفسه عادات طيبة. ابتداء من الوضوء والصلاة في مواعيدها، إلى غسل اليدين قبل الأكل وبعده، وأداء واجباته في حينها. ولا تتوقعي منه ذلك ما لم تمتنعي عن السماح بالاستثناءات، إذا تمسكت بالثبات على المبدأ يوماً، وتراخيت في اليوم الثاني، شب الطفل مشتتاً، لا يستقر على حال.
7- لا تسخري من طفلك: إذا ارتكب الطفل خطأ وعاقبته بسخرية وجعلت منه أضحوكة، فإنك بذلك تجردينه من أية رغبة لمحاولة تحسين نفسه وتفقدينه ثقته وخصوصاً إذا كان ذلك في حضور الآخرين مما قد يتسبب في إصابته بجرح نفسي يصعب علاجه.
8- لا تكثري من مقارنته بغيره: فإن ذلك الأسلوب في التربية الذي يعتمد إيقاظ الغيرة ويحفز التنافس بين الأطفال له عدة مضار, فهو بمثابة كراهية يزرعها الأبوان في صدر الأبناء ضد الشخصية الذي يضرب بها المثل, وتكون المشكلة أخطر وأشد تعقيداً إذا كانت المقارنة معقودة بين الأخوة.
9- لا تخصصي لكل طفل غرفة: يرى خبراء علم النفس أن تخصيص غرفة لكل طفل يحمل في طياته خطراً على الأسرة بل وعلى المجتمع, لأن الغرفة الخاصة تمثل ثغرة هروب من وحدة الأسرة والمشاركة الوجدانية الأسرية وبالتالي تنمو الأنانية والتقوقع حول الذات, فإذا حصل الطفل على غرفة خاصة، ثم تلفزيون خاص، وربما هاتفاً خاصاً، فإنه ينفصل عن بقية أفراد الأسرة، صحيح أن للخصوصية أهميتها، لكن على الوالدين أن يهتما بفرص توفير أوقات وأماكن في البيت حيث تستطيع الأسرة بكاملها الاجتماع والاشتراك في أنشطة، ومناقشة مشاكلها، وانعزال الطفل عن باقي أسرته يشكل خطراً, فهذا الانعزال يؤدي بمرور الوقت إلى تحلل المشاركة الوجدانية لدى الطفل فيشب أنانياً ويفقد روح الانتماء إلى الأسرة فيحرر نفسه مستقبلاً من واجباته نحوها.
10- اجعلي أولادك يعرفون أنهم حياتك: فإذا حقق طفلك شيئاً تفخرين به فاغمريه ووالده بالإطراء على ما أنجزه, فالأبناء يحتاجون إلى الحب والاحترام والحنان, وأعطيه الحب مهما حدث واجعليه يشعر بهذا الحب حتى في وقت العقاب.
ويختتم الدكتور نوح حديثه قائلاً: لن تستطيعي أن تطبقي الوصايا العشر إلا بالتواجد في البيت ومعايشة أولادك أطول وقت ممكن، وقد يدافع الأب ومثله الأم المشغولة بأنه يكبد ويكدح من أجل إعاشة الأسرة ورفع مستوى معيشتها وأنه محتاج للراحة والترفيه ومن حقه في نهاية الأسبوع أن يمارس هواياته ويزور الأهل, وهذا من حقه ولكن لو أقلع عن إدمان التلفزيون وتحول إلى الكتاب سوف لا يمل مقاطعة أولاده له بسؤال لأن الكتاب يستطيع الانتظار، ومن حق الأب في نهاية الأسبوع أن يرفه عن نفسه ولكن بشرط أن تشترك الأسرة كلها في نشاط نهاية الأسبوع فتنتفي وصمة إهمال الأولاد.. ولنتق الله في أولادنا ولا نحرمهم من وجودنا إلى جوارهم، ناصحين مرشدين مربين، وقدوة حسنة.

ببفلم : ايمـــــــــــــــــــان نصار