* يصاب كثير من الآباء والأمهات بالفزع عندما يفاجأون بارتفاع درجة حرارة طفلهم وتنتابهم الحيرة في تفسير ذلك الحدث وعلاجه.
في أغلب الأحيان يكون ارتفاع الحرارة استجابة طبيعية للالتهاب، فهو إجراء دفاعي من الجسم لتنشيط جهاز المناعة، ولا يرتبط مستوى ارتفاع الحرارة بخطورة المرض، فقد يكون المرض بسيطاً ولكنه يرفع حرارة الجسم بدرجة كبيرة والعكس صحيح. وأكثر حالات الالتهاب عند الأطفال تستمر لمدة يومين أو ثلاثة وترفع الحرارة ما بين 38.3 و 40، أما الارتفاع إلى معدلات أعلى من ذلك فيرجع عادة إلى الالتهابات البكتيرية.
متى يكون الطفل محموماً ؟
معدل حرارة الجسم الطبيعية هو 37 ولكنها تتفاوت على مدى اليوم نزولاً وارتفاعاً، وقد يكون ذلك ارتفاعاً طبيعياً ناتجاً عن بذلك مجهود عضلي، أو ارتداء ملابس ثقيلة، أو الاستحمام بمياه ساخنة أو تناول المأكولات والمشروبات الحارة التي ترفع درجة حرارة الفم. لذا يفضل إعادة قياس درجة الحرارة بعد نصف ساعة من القراءة الأولى، ومع ظهور بوادر ارتفاع الحرارة يعاد قياسها مرة واحدة صباح كل يوم، إلا إذا كان الارتفاع حاداً فتقاس درجة الحرارة أكثر من مرة في اليوم.
تعتبر حرارة الجسم مرتفعة إذا بلغت أكثر من 38 عن طريق الشرج، أو 37.5 عن طريق الفم أو 37 تحت الإبط. وارتفاع الحرارة إلى 40 لا يسبب تلفاً للجسم، فالخطورة هي أن تتجاوز درجة الحرارة 41.7، إلا أن الله سبحانه وتعالى زود الجسم بضوابط طبيعية تمنع حرارته أن ترتفع عن هذا المعدل حيث يبدأ الجسم في إفراز العرق من أجل التبريد الذاتي وتخفيض الحرارة.
إذا لاحظت على طفلك ذي الحرارة المرتفعة ارتعاشاً وشعوراً بالبرد واحتقاناً واحمراراً بالجلد فهذا يعني أن حرارة الطفل في تزايد، وعندما يبدأ العرق يتصبب فهذا يعني أن الحرارة آخذة في الانخفاض.
كيف نقيس الحرارة ؟
قياس حرارة الطفل يحتاج شيئاً من المهارة، ويمكن للطبيب أو الممرضة تعليم الأم كيف تفعل ذلك بشكل صحيح، وهناك أنواع متعددة من (الترمومترات): منها الألكتروني الذي يعمل بواسطة جهاز تحسس صغير، ويظهر درجة حرارة الجسم على شاشة صغيرة في أقل من 30 ثانية، ويعطي صوتاً منبهاً قبل ذلك، وهو أكثر دقة من (الترمومتر) الزئبقي، ويمكنه قياس درجة الحرارة عن طريق الفم أو تحت الإبط أو من فتحة الشرج، ويتوفر معه غطاء بلاستيكي يوضع فيه عند كل قياس، أما (الترمومتر) الزئبقي الذي بدأ استعماله منذ ما يزيد على 120 سنة فإنه يسجل درجة الحرارة ببطء كما أن قراءته أصعب وقد ظهرت منه أنواع بها خانات ملونة لتسهيل القراءة. وقياس درجة الحرارة عن طريق فتحة الشرج، أو الفم أكثر الطرق دقة إذا أخذت بطريقة صحيحة، وأما من تحت الإبط فهي أقلها دقة. والأطفال تحت سن الخامسة تقاس حرارتهم عن طريق الشرج، وعند تعذر ذلك تؤخذ من تحت الإبط، أما من هم فوق الخامسة فتقاس حرارتهم عادة عن طريق الفم. ويجب عند استعمال الترمومتر الزئبقي هزه حتى يعود السائل إلى مستودعه، وتنظيفه بمسحة مطهرة قبل الاستعمال منعاً لانتقال العدوى.
طفلي محموم... ماذا أفعل ؟
يصاب كثير من الآباء بقلق زائد عند ارتفاع درجة حرارة أطفالهم حتى لو كان ارتفاعاً طفيفاً وطبيعياً. أظهرت إحدى الدراسات أن 80% من الآباء يظنون أن ارتفاع الحرارة ما بين 37.8 و 41 قد يصيب الدماغ بالتلف أو الموت، و 20% منهم يظنون أن الحرارة إذا لم تعالج فسوف تستمر في الارتفاع (وكلا المفهومين خاطئ)، ولذا يسارع الكثير منهم إلى معالجة الحرارة بالأدوية دون ضرورة. على الأم أن تسارع إلى تخفيف ملابس طفلها عند ارتفاع درجة حرارته، لأن الجسم يفقد الحرارة عن طريق الجلد أكثر من غيره واللباس الثقيل قد يمنع ذلك، كما ينصح بتقليل نشاط الطفل قدر الإمكان لأن هذا النشاط يرفع الحرارة. ويحتاج الطفل إلى تناول كمية كافية من السوائل لتعويض ما يفقده الجسم منها مع ارتفاع الحرارة كوسيلة من وسائل التبريد.
نعم للمسكنات.. ولكن
يمكن إعطاء مسكنات الحرارة للأطفال بعد عمر شهرين، تستعمل أدوية البنادول (الباراسيتامول والتايلنول والتيمبرا والفيفادول) بنفس الطريقة ويغني أحدها عن الآخر، ولا داعي للمسكنات إلا عندما تزيد درجة الحرارة عن 38.9. وتعطى الجرعة المناسبة كل أربع أو ست ساعات لمدة لا تزيد عن ثلاثة أيام، أو حسب رأي الطبيب المعالج. ويبدأ سريان مفعول الدواء عادة بعد ساعتين من تناوله. وإذا كان الطفل نائماً فلا داعي لإيقاظه وإعطائه الدواء، فالنوم دليل على هبوط درجة الحرارة لأن الجسم المرتفعة حرارته يمنع النوم عن صاحبه.ايمااان